سورة محمد - تفسير تفسير الزمخشري

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (محمد)


        


{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ (11)}
{مَوْلَى الذين ءَامَنُواْ} وليهم وناصرهم. وفي قراءة ابن مسعود {ولي الذين آمنوا} ويروى: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في الشعب يوم أحد وقد فشت فيهم الجراحات، وفيه نزلت، فنادى المشركون: اعل هبل: فنادى المسلمون: الله أعلى وأجل، فنادى المشركون: يوم بيوم والحرب سجال، إن لنا عزى ولا عزى لكم؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قولوا الله مولانا ولا مولى لكم، إن القتلى مختلفة أما قتلانا ففي الجنة أحياء يرزقون وأما قتلاكم ففي النار يعذبون» فإن قلت: قوله تعالى: {وَرُدُّواْ إِلَى الله مولاهم الحق} [يونس: 30] مناقض لهذه الآية.
قلت: لا تناقض بينهما، لأن الله مولى عباده جميعاً على معنى أنه ربهم ومالك أمرهم؛ وأما على معنى الناصر فهو مول المؤمنين خاصة.


{إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ (12)}
{يَتَمَتَّعُونَ} ينتفعون بمتاع الحياة الدنيا أياماً قلائل {وَيَأْكُلُونَ} غافلين غير مفكرين في العاقبة {كَمَا تَأْكُلُ الانعام} في مسارحها ومعالفها، غافلة عما هي بصدده من النحر والذبح {مَثْوًى لَّهُمْ} منزل ومقام.


{وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ (13)}
وقرئ: {وكائن} بوزن كاعن. وأراد بالقرية أهلها، ولذلك قال: {أهلكناهم} كأنه قال: وكم من قوم هم أشد قوّة من قومك الذين أخرجوك أهلكناهم. ومعنى أخرجوك: كانوا سبب خروجك.
فإن قلت: كيف قال: {فَلاَ ناصر لَهُمْ}؟ وإنما هو أمر قد مضى.
قلت: مجراه مجرى الحال المحكية، كأنه قال: أهلكناهم فهم لا ينصرون.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8